أكدت مجلة الجيش في افتتاحيتها لعدد 734 أن الجزائر حققت مرة أخرى انتصارا جديدا على نهج ترسيخ المسار الديمقراطي، بعد النجاح الباهر الذي ميز الانتخابات الرئاسية المسبقة التي جرت يوم 7 سبتمبر 2024، وتُوِّجت بتجديد الثقة في رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لعهدة رئاسية ثانية، حيث قال الشعب الجزائري السيّد كلمة الفصل بمنح صوته للسيد الرئيس لمواصلة مسار الإصلاحات العميقة والتدريجية التي باشرها خلال عهدته الرئاسية الأولى، والتي كانت حبلى بالإنجازات
للجيش الشعبي الوطني دور هام في إنجاح العملية الانتخابية
وقد ساهم الجيش الوطني الشعبي إلى جانب المصالح الأمنية الأخرى، بحسب ما ورد في نص افتتاحية المجلة في إنجاح هذا الموعد الانتخابي الهام، من خلال تأمين العملية الانتخابية وتوفير جميع الظروف الملائمة التي مكنت الشعب الجزائري في كل ربوع الوطن، من التعبير عن رأيه الحـر في جوّ من الطمأنينة والهدوء والسلم.
هذا السلم الذي ينعم به وطننا والذي ترسخ نهائيا، حسب ذات الافتتاحية سيُسهم بلا شك في تمكين البلاد من مواجهة تحديات كبيرة في المرحلة المقبلة، ضمن إستراتيجية طموحة لتحقيق النهضة والتنمية الوطنية الشاملة التي تملك بلادنا كل المقومات لإنجاحها في كنف الأمن والاستقرار، ما يفتح المجال واسعا لتحقيق آمال وطموحات الشعب الجزائري في النهوض بكافة القطاعات، وذلك بفضل تضافر جهود جميع أبناء الجزائر وتكاتفهم ووعيهم بالمخاطر التي قد تواجهنا بفعل التقلبات والاضطرابات الإقليمية والدولية، ومن ثم الاصطفاف وراء قيادة البلاد ورص الصفوف حتى تبقى الجزائر على الدوام عصية أمام أي مـحاولة لاستهدافها وكبح نهضتها وتقدمها.
والأكيد أن استعادة الشعب الجزائري بضبف المصدر ذاته ثقته في مؤسسات دولته وما تبعها من إنجازات نوعية في كل المجالات دون استثناء، سيكون حافزا قويا خلال العهدة الرئاسية الجديدة للمواصلة على نهج التطور والازدهار وكسب المزيد من الرهانات التي سترفع من مكانة بلادنا كدولة صاعدة
ستبقى الجزائر وفية لمبادئها
إن هذه الطموحات والأهداف المشروعة كما تضمنته افتتاحية مجلة الجيش في عددها الأخير ستجد طريقها للتجسيد في ظل وجود إرادة حقيقية وصادقة، من خلال العمل بإخلاص وتفان لأجل المصلحة العليا للوطن، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، حيث تبقى بلادنا وفية لمبادئها الراسخة المستمدة من قيم ثورتنا المجيدة، الداعمة لقضايا التحرر العادلة، وعلى رأسها القضيتين الفلسطينية والصحراوية، وقد عبر رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون عن هذا التوجه بعبارات بالغة الدقة والمعنى، في رسالته بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية والستين لعيد الاستقـلال، قائلا: ”لم يكن خافيا أن المرحلة التي قطعناها كانت مـحفوفة بالتحديات سواء ما تعلق بمعالجة الملفات الداخلية أو وضعية المقام الذي يليق بصورة الجزائر في الخارج، ولكن صدق النوايا وعزيمة الرجال واستشعار شرف المهمة، كان دوما يبشر بالانتصار رغم حدة العوائق. نعم، لقد انتصرت الجزائر، انتصرت وهي تسترد إلى حضن أبنائها وشرف اسمها وهرم مقامها، انتصرت الجزائر في إعادة الثقة بغد أفضل، انتصرت في إعادة تماسك اللحمة الوطنية، انتصرت في إحياء الأمل، انتصرت في الإنعاش الاقتصادي، انتصرت في النهوض بالطبقات الهشة واكتساب ثقة الشابات والشبان، انتصرت في رسم الصورة التي تليق بالجزائر على المستويين الإقليمي والدولي”