أحيت الأسرة الثورية والسلطات المحلية لولاية البليدة اليوم الخميس الذكرى ال63 لاستشهاد قائد الولاية التاريخية الرابعة البطل الجيلالي بونعامة بتنظيم وقفة ترحم أمام النصب التذكاري الذي يتوسط الساحة التي تحمل اسمه بوسط المدينة.
وككل 8 أغسطس من كل سنة, تجمع العديد من رفاق و أقارب الشهيد و السلطات المحلية و أفراد من عائلته, أمام التمثال النحاسي ل”سي محمد” و هو يحمل سلاحه بكل فخر, أين قرؤوا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة و وضعوا أكاليل من الزهور ورفعوا العلم الوطني.
وكانت المناسبة فرصة للحضور, خاصة منهم جمعيات المجتمع المدني و أفواج الكشافة الاسلامية الجزائرية, لاستذكار بطولات و مناقب الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل استقلال الجزائر.
وفي هذا الصدد, ذكر رئيس مؤسسة ذاكرة الولاية التاريخية الرابعة, الرائد عمر رمضان, أن “جيش التحرير الوطني فقد في مثل هذا اليوم من سنة 1961, و بدون منازع واحد من أكبر قادته”.
وأضاف أن الجيلالي بونعامة المعروف ب”سي محمد” كان صاحب تخطيط استراتيجي بارع على الصعيدين السياسي و العسكري و ذلك بعدما كان صانع و مهندس للعديد من الأحداث التاريخية التي كان لها وزنها في نجاح الكفاح بالولاية الرابعة على غرار مظاهرات 11 ديسمبر 1960 و مظاهرات 5 يوليو 1961 بالبليدة و مختلف مدن الولاية الرابعة التاريخية ضد مشاريع تقسيم الجزائر ومحاولة فصل شمال الجزائر عن الصحراء بالجنوب.
كما كان سي محمد يولي أهمية كبرى للاتصال والدعاية والحرب النفسية من خلال وضع خطط لخدمة الجانب الاتصالي للثورة.
وأمام هذا النشاط المكثف و العمل الميداني عملت السلطات الفرنسية على الإيقاع بسي محمد, مستعملة في ذلك وسائل ضخمة ساعدت على تحديد موقعه و تتبع تنقلاته و استقدمت في ذلك كومندوس تابع لرئاسة الحكومة الفرنسية داهم ليلة الثامن أغسطس 1961 مركز قيادة مؤقت بوسط مدينة البليدة.
ووقعت ليلتها معركة طاحنة أسفرت عن استشهاد البطل سي محمد رفقة ثلاثة من رفاقه و هم خالد باي عيسى مسؤول جهاز الاتصال السريع و عبد القادر وادفل العامل على جهاز الإشارة و مصطفى النعيمي و هو مناضل شاب و عون اتصال لبونعامة فيما أصيب اثنان آخران بجروح.