ويتضمن هذا المعرض أكثر من 100 لوحة فنية بمختلف الأحجام والتأطير من إبداع 21 فنانا تشكيليا يمثلون مختلف ولايات الوطن قدموا أمام جمهور شغوف بالفن التشكيلي أعمالا بديعة ثرية بمواضيعها وتيماتها وألوانها تتناول عناصر الموروث الثقافي الجزائري والطبيعة وكذا تأملاتهم العميقة وتجاربهم.
وعلى جدران رواق الفن باية محي الدين المطل على خليج مدينة الجزائر تم توزيع أعمال فنية من إنجاز أجيال مختلفة من خريجي معاهد الفنون الجميلة على المستوى الوطني على غرار داودي نصر الدين, سي حنين محمد, مجيد قمرود, باقي بوخالفة, ركاح سليم, بولحبال آسيا, جساس مسعود, فغير شفيقة, رحمون نبيل, بلاع فؤاد, حميدو آمال كاميليا, شرايطية سيف الدين, طاهر هدهود وغيرهم.
وتتناول هذه اللوحات الفنية التي تستمد أساليبها وتقنياتها من تيارات فنية كالانطباعية والتجريدية والسريالية وكذا الخط العربي والمنمنمات والرسم على الزجاج عدة مواضيع اجتماعية تقدم ملامح العادات والتقاليد والأزقة العتيقة للمدن والمعالم التاريخية القديمة والحلي واللباس التقليدي الجزائري, كما تعبر عن ذاكرة الثورة التحريرية وقضايا الإنسانية وتنقل باللون والريشة صورا عن معاناة الشعب الفلسطيني.
وفي هذا الإطار, يقدم لعبيدي محمد سلسلة من اللوحات التي تتمحور حول موضوع نضال وكفاح الشعب الجزائري خلال الثورة التحريرية ومعاناة الجزائريين في ظل الاستعمار من خلال إبراز ساحات المعارك والراية الوطنية المرفرفة وفرحة الإستقلال واسترجاع السيادة الوطنية بألوان دافئة حفاظا على الذاكرة التاريخية باعتبارها جزء من الهوية وإيصالها للجيل الجديد.
ومن جهتها, ركزت فغير شفيقة في أعمالها على إبراز تفاصيل نسيج عمراني عريق بأشكال هندسية بديعة على غرار “قبة الصخرة” بالقدس بفلسطين, مع استخدام ذكي للأوان من ضمنها البنفسجي والأحمر والأزرق بلمسة تجريدية.
ومن جانبه, يعرض باقي بوخالفة أعمالا في فن الكاريكاتير تسلط الضوء على المآسي اليومية للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني, بينما تعرض بولحبال آسيا مجموعة من الأعمال بتقنية الرسم على الزجاج, فيما ركزت ياحي آسيا في مجموعتها على أسلوب المدرسة التجريدية مع مزج للألوان كالأحمر والأزرق والأصفر والأخضر.
كما يعرض سي حنين محمد لوحة “فانتازيا” لمجموعة من الفرسان في سباق بلباسهم التقليدي وأسلحتهم وهم في حركات نابضة, في حين يقدم تازورت الطاهر مجموعة بورتريهات لشخصيات تاريخية وفنية على غرار الشهيدة حسيبة بن بوعلي و الشهيد علي عمار و الفنان رويشد موظفا تقنية النقر على الزجاج بمهارة عالية ودقة في التفاصيل.
ويستمر هذا المعرض إلى غاية 30 يوليو الجاري.