وذكر وزير الفلاحة و التنمية الريفية يوسف شرفة في هذا اللقاء, المنظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون, بإستراتيجية القطاع لتثمين هذه السلالة من خلال تسجيلها كمواصفة جزائرية بالمعهد الوطني للتقييس وتفعيل برامج للمحافظة على نمط السلالة “الحمرا المعروفة ايضا بالدغمة” النقية جينيا وتوزيعها مجانا على المربين وكذا وضع الإطار القانوني للتوسيم بعلامة الجودة الفارقة المرتبطة بالأصل وعلامة الجودة الفلاحية وإدراج هذه السلالة في المصنف الوطني للمنتوجات الوطنية الجزائرية وحفظها من خلال تثمينها على مستوى البنك الوطني للجينات.
وأشار المدير العام للمركز الوطني للتلقيح الإصطناعي والتحسين الوراثي ببئر توتة شعبان شكري من جهته إلى أهمية إنشاء بنك الجينات لتجميد السائل المنوي لسلالة “الدغمة” من أجل المحافظة على نواة السلالة “الحمرا” النقية جينيا وتوزيعها على المربين وإنشاء برنامج تكويني خاص بهؤلاء يخص إدارة تكاثر هذه السلالة.
وقد إنطلق ذات المركز مؤخرا في برنامج لإنتاج فحول (ذكور) ذات صفات وراثية نقية ل “الدغمة” من خلال عملية تحسين جيني وتحفيز المربين على مستوى ولاية النعامة على تربيتها وإعادة إدماجها في المحيط الرعوي بمنطقة الهضاب العليا الغربية للوطن (ولايات النعامة وتلمسان و سعيدة و البيض).
وركزت مداخلات الباحثين حول هذا الجانب على أهمية تثمين هذه السلالة من خلال تجسيد برنامج عمل على المدى القريب لفتح مخابر بالنعامة وسعيدة والبيض وتلمسان التي تعد مهد تربية هذه السلالة وفتح أخرى تقنية لتحسين طرق أخذ عينات دقيقة لتخزين السائل المنوي والحفاظ على الجينات ذات الموارد الوراثية القيمة من أجل نقلها لتحسين قطعان الماشية و الحفاظ على الثروة الحيوانية المحلية.
وستمكن هذه التقنية التي تعرف ب “تجميد الحيوانات المنوية” بإشراف من فريق باحثين من المركز الوطني للتلقيح الإصطناعي والتحسين الوراثي ببابا علي (الجزائر العاصمة) من منع تناقص حيوية الحيوانات المنوية لمدة طويلة والتقليل من تكاليف تربية الفحول وتكثيف عملية التلقيح الإصطناعي كما جرى شرحه.
وتجدر الإشارة أن هذا الملتقى الوطني عرف أيضا إشراف وزير الفلاحة والتنمية الريفية يوسف شرفة على عملية تسليم رمزي لعدد من قرارات منح الإمتياز لمستثمرين تم تسوية الوضعية القانونية لأراضيهم تطبيقا لتوجيهات رئيس الجمهورية المتعلقة بالتسوية النهائية لهذا الملف ومنح عقود الملكية لأصحابها.
كما أشرف وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني علي عون على تسليم عقد إمتياز قابل للتحويل إلى تنازل عن عقار إقتصادي لفائدة الشركة ذات أسهم “جينرال أومبالاج” لإنجاز مصنع على مساحة 32 هكتار لإنتاج عجينة الورق والورق المقوى بالمنطقة الصناعية الجديدة “حرشاية” بالنعامة حيث تسلمه المدير العام للشركة علوش رمضان.
وذكر والي النعامة لوناس بوزقزة في هذا الإطار بالمقومات الكبيرة للولاية من حيث وفرة العقار بنحو 200 ألف هكتار موجهة للإستثمار الفلاحي وكذا الموارد المائية والتغطية بشبكة الطاقة الكهربائية (محطة إنتاج للكهرباء ب 1163 ميغاواط) والبنى التحتية والإتصالات وشبكة النقل بما يفتح آفاقا واعدة في الشعب الاستراتيجية لاسيما الحبوب والذرة والسلجم الزيتي والطماطم الصناعية وغيرها فضلا عن ثروتها الحيوانية بما يفوق 1مليون و 600 ألف رأس وهي تطمح لتشجيع الإستثمار في السلالات المحلية ومجالات فلاحية ورعوية أخرى للتحول إلى قطب مهم للمساهمة في الأمن الغذائي الوطني.
وأشار ذات المسؤول إلى أهمية إنخراط المستثمرين العموميين و الخواص و المجمعات الكبرى لإنشاء مساحات كبرى للزراعات الإستراتيجية مبرزا التقدم المسجل في تسوية الوضعية القانونية لأراضي الفلاحين من خلال تسوية مطابقة 239 مستثمرة من الأراضي المستصلحة بدون سند قانوني و إشهار محيطات بمساحة تفوق 14 ألف هكتار على مستوى المنصة الرقمية للديوان الوطني للأراضي الفلاحية منها 7 آلاف هكتار منحت للمستثمرين في إطار المرسوم التنفيذي 21/432 .
وأضاف بالمناسبة أن دخول الإجراءات التشجيعية للمستثمرين حيز التنفيذ والمرسوم التنفيذي رقم 24 / 55 سيمكن الولاية مع إنطلاق الموسم الفلاحي المقبل من تحقيق تغيير جذري وتوجهها نحو المشاريع ذات البعد الإستراتيجي على مستوى المساحات الكبرى لإنتاج الحبوب والأعلاف والزراعات الزيتية والتي خصص لها ضمن الرواق الأخضر للمشاريع الإستثمارية الكبرى ما يفوق 65 ألف هكتار من العقار الفلاحي عبر 3 محيطات ببلديات مغرار(تيسفساف) وعسلة (مسيتير) والقصدير (واد الحرمل) تتوفر على كافة الشروط المناسبة لتحقيق “مردودية إنتاج قياسية” .
وتتواصل أشغال هذا اللقاء بعرض مداخلات لباحثين ومهنيين تخص التدابير والسبل الكفيلة بالتجسيد الميداني وتفعيل المخطط الوطني لتطوير الزراعات الإستراتيجية من خلال تحديد محيطات كبرى ستستقبل المشاريع الإستثمارية المدمجة.
وتنظم خلال هذا اللقاء أيضا جلسة نقاش وحوار من تقديم إطارات من وزارة الفلاحة و التنمية الريفية وأساتذة وباحثين من المدرسة الوطنية العليا للفلاحة بالحراش والمعهد التقني للزراعات الواسعة بسيدي بلعباس للتطرق إلى مختلف المقومات التقنية لضمان الزراعة المستدامة بالجنوب والمناطق السهبية وآفاق تنمية السلالات الحيوانية المحلية.