تتوفر ولاية خنشلة الواقعة في الشرق الجزائري على قدرات ومؤهلات كبيرة باعتبارها ذات طابع فلاحي ورعوي بمساحة اجمالية تقدر بأزيد من 257 ألف هكتار من المساحة الصالحة للزراعة، حيث حقّقت الولاية نتائج ايجابية في قطاع الفلاحة باستخدام التقنيات الحديثة من ضمنها الزراعة المكثفة في انتاج التفاح بالمستثمرات الفلاحية ببوحمامة وغيرها والتي ساهمت في إدخال أصناف جديدة قابلة للتحزين وتحسين مردودية الانتاج وجودته ما يسمح بفتح المجال لتصدير هذا المنتوج الفلاحي.
وتعتبر احدى المستثمرات التابعة للقطاع الخاص ببلدية الحامة نموذجاً في غرس أشجار التفاح بشتى أنواعه باتّباع أحدث الطرق والمواصفات العالمية في إنتاج هذه الفاكهة، حيث قام صاحبها باستيراد أصناف من أشجار هذه الفاكهة وغرسها بطرق حديثة.
من جانبها، ما فتئت المصالح الفلاحية بالولاية تساهم بمختلف برامج الدعم الفلاحي والمرافقة المستمرة للمنتجين الفلاحين عن طريق التكوين والارشاد الفلاحي في تنويع الأنشطة الفلاحية من خلال الاستثمار في زراعة الحبوب خاصة بالمنطقة الجنوبية وتكثيف زراعة الأشجار المثمرة لاسيما في شعبة التفاح وزراعة الخضر الموسمية وكذلك تربية المواشي خاصة في مجال انتاج الحليب وتربية الحيوانات وتربية النحل.
وتمّ تخصيص غلاف مالي بأكثر من 9 مليارات دينار لربط المستثمرات الفلاحية بالكهرباء وهي اليوم حيز الخدمة، كما يوجد أزيد من 86 بئراً جماعياً لفائدة الشباب بالمنطقة الجنوبية من خلال استعمال تقنيات السقي الحديثة وهو ما يرفع العناء عن الفلاحين.. وقد تمّ أيضاً فتح المسالك على طول 520 كيلومتراً لفكّ العزلة عن هذه المناطق فيما تم انجاز 4 وحدات جوارية لجمع وتخزين الحبوب بمختلف المناطق.
وتتوقّع المصالح الفلاحية المحلية لولاية خنشلة والسلطات المحلية بخصوص حملة الحصاد والدرس لهذا الموسم، إنتاج ما يقارب مليون قنطار من محصولي القمح والشعير مقسّمة بين المنطقة الجنوبية ونظيرتها الشمالية التي تنطلق بها الحملة في شهر جوان القادم.
وتتضمّن مؤشرات القطاع الفلاحي في شعبة الحبوب لهذا الموسم، بلوغ مساحة محاصيل الحبوب 88 ألفاً و595 هكتاراً مقسمة إلى 55 ألفاً و595 هكتاراً بالمنطقة الشمالية و33 ألف هكتار بالمنطقة الجنوبية، وتتوزّع هذه المساحات بين 46 ألفاً و700 هكتار خصّصت لزراعة القمح الصلب، و18 ألفاً و33 هكتاراً للقمح الليّن و23 ألفاً و564 هكتاراً للشعير.
وتعمل في هذا الإطار مديرية المصالح الفلاحية بالتنسيق مع تعاونية الحبوب والبقول الجافة فرع خنشلة، على توفير كل الإمكانيات البشرية والمادية وخاصة آلات الحصاد من أجل إنجاح موسم الحصاد تنفيذا لسياسة القطاع الرامية إلى تحقيق دعم الفلاح ومرافقته بكل الوسائل لتثبيته في أرضه وتطوير فلاحته، فقد تمّ تسخير 5 آلات حصاد تابعة لتعاونية الحبوب والبقول الجافة، و50 آلة حصاد تابعة للفلاحين الخواص و530 جراراً ولواحقه، مع فتح نقاط الجمع الجوارية لاستقبال المنتوج، منها نقطة الجمع الميتة، عقلة لبعارة وحليفاية بالمنطقة الجنوبية.
ومن أجل دعم نشاط زراعة الحبوب، بعد الجفاف المسجل خلال الموسم الفارط، تمّ توفير البذور مجانا للفلاحين المتضررين بتوزيع 31 ألفا و932 قنطاراً لفائدة 2456 فلاّحاً، وكذلك دعم عدد كبير منهم لحفر الآبار، ودعم عددهم بمعدات السقي والأحواض المائية وتوسيع شبكة الكهرباء الفلاحية.
الأشغال العمومية
في قطاع الأشغال العمومية بولاية خنشلة تمّ استلام عدة مشاريع، فيما بلغت أخرى نسباً متقدمة لتُبرمج للاستلام قريباً، بعد أن تمّ تكثيف الجهود والزيارات الميدانية واتخاذ الإجراءات الاستعجالية التي من شأنها رفع العراقيل والتسريع في الإنجاز، نظرا لأهميتها في فك العزلة وفتح آفاق واعدة على جميع الأصعدة.. وفي إطار البرنامج التكميلي للتنمية رصد لهذا القطاع غلافاً مالياً قُدّر 8.5 مليارات دينار لإحدى عشرة عملية ما يمثّل 20 مشروعاً تسلم في نهاية جوان القادم
في هذا الشأن، تمّ الانتهاء من عدة عمليات، وذلك بمشاريع إستراتيجية هامة بأبعاد اقتصادية واجتماعية، حيث تم إنجاز الطريق الاجتنابي لمدينة خنشلة في الجهة الجنوبية الغربية على مسافة 20 كيلومتراً، مع إنجاز ومتابعة منشأ فني على الولائي رقم 20 بقلوع التراب، وآخر على الطريق الولائي رقم 7 في شعبة المالح.
كما تمّ الانتهاء من أشغال تطوير ودعم الطريق الولائي رقم 8 الرابط بين ششار وسيار والميتة على مسافة 66 كيلومتراً، موزع على 3 حصص وفي آجال تعاقدية قدّرت بـ 5 أشهر، وكذلك إنجاز الطريق الرابط بين عقلة لبعارة وبونقار على مسافة 12 كيلومتراً في ظرف عشرة أشهر وإعادة تأهيل المحور الرابط بين الطريق الوطني رقم 8 بين شعبة يعلى، والولائي رقم 9 على مسافة 27 كيلومتراً.
وتقدمت الأشغال الخاصة بعصرنة وتعزيز الطريق الولائي رقم 8 الذي يربط ششار وسيار والميتة على مسافة 66 كيلومتراً بـ 98 بالمائة للحصتين الأولى والثانية، فيما انتهت بالحصة الثالثة، أما فيما يخص إنجاز الطريق الاجتنابي لمدينة خنشلة في الجهة الجنوبية الغربية على مسافة 20 كيلومتراً، فقد تقدمت الأشغال بنسبة تقدر بـ 80 بالمئة.
و فيما يخص ازدواجيات الطرق المقسمة على عدة حصص على مسافة 71 كيلومتراً، أنها ممنوحة لعدة شركات متخصصة في الأشغال العمومية بنسب متقدمة في الإنجاز، حيث تقدمت ورشة ازدواجية الطريق الوطني رقم 32 الذي يربط المحمل بأولاد رشاش على مسافة 18 كيلومتراً إلى 84 بالمائة للحصة الأولى و70 بالمائة للثانية و 58 بالمائة للحصة الثالثة بمسافة 5 كلم لكل حصة.
وانتهت الأشغال على مسافة 20 كيلومتراً من أصل 30 كيلومتراً فيما يخص ازدواجية الطريق الوطني رقم 80 الرابط بين خنشلة وبلدية بابار والذي رصد له مبلغ 2.7 مليار دج، فيما بلغت 80 بالمائة بالنسبة لـ 10 كيلومترات المتبقية المبرمج استلامها قريبا، نظرا لأهمية المشروع باعتباره الشريان الذي يربط المنطقة الجنوبية بخنشلة وكذا بباقي الولايات المجاورة، على غرار بسكرة وواد سوف، إذ يساهم في إزالة النقاط السوداء وتجنب حوادث المرور لمستعملي الطريق.
كما انتهت الأشغال على مسافة 14 كيلومتراً تتعلق بازدواجية الطريق رقم 88 الرابط بين خنشلة إلى حدود ولاية باتنة، والذي رصد له مبلغ يقارب 200 مليار سنتيم على مسافة 18 كيلومتراً ، ليساهم في ربط خنشلة بالولايات المجاورة ومن خلالها إلى الطريق السيار، في حين تقدّر المسافة المتبقية بـ 4 كيلومترات بنسبة تقدم وصلت إلى 60 بالمائة.
السكة الحديدية
مشروع خط السكة الحديدية الرابط بين خنشلة وعين البيضاء الذي تمّ تسجيله ضمن البرنامج التكميلي للتنمية الذي أقره رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لفائدة الولاية يشرف على نهايته ولم تتبق إلاّ بعض اللمسات قبل وضعه حيز الخدمة قبل نهاية الشهر الجاري”.
المشروع الذي استفاد من غلاف مالي قيمته 51 مليار دينار لتجسيده، يعتبر “مشروعاً حيوياً بأبعاد اقتصادية” بالنسبة للبلديات التي تقع على طول مسار خط السكة الحديدية، حيث سيمنح المواطنين وسيلة نقل جديدة بفضل وتيرة العمل المتسارعة لورشة الإنجاز والمتابعة الميدانية لإطارات الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية ومجمعي الشركات الوطنية المكلفة بالإنجاز.
وقد تمّ بفضل إطارات شابة ويد عاملة وطنية مؤهلة الانتهاء من أشغال إنجاز المنشآت الفنية المتواجدة على طول خط السكة الحديدية في الآجال التعاقدية المحددة مع مراعاة النوعية ومعايير الجودة التقنية المتعارف عليها دوليا في إنجاز مثل هذه المشاريع”.
وسيجري وضع هذا المشروع حيز الخدمة”عما قريب”، ويتوفر المُنجز على أبعاد اقتصادية واجتماعية ستمكّن من فكّ العزلة عن ولاية خنشلة وربطها بالشبكة الوطنية للسكة الحديدية.
محطات القطار الـ 4 التي تمّ إنجازها بولايتي خنشلة وأم البواقي تمّ بناؤها وفق هندسة معمارية راقية تتماشى مع الخصائص العمرانية للمنطقة وهي تضمّ كل المرافق الضرورية لراحة المسافرين على غرار قاعات الانتظار وشبابيك بيع التذاكر والمحلات التجارية الخدماتية مع تهيئة فضاءات لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
مشروع إنجاز خط السكة الحديدية الذي سيربط خنشلة ببلدية عين البيضاء بولاية أم البواقي، تمّ إنجازه على مسافة 50 كيلومتراً بسرعة قطارات تصل إلى 160 كيلومتراً في الساعة وبخطوط مكهربة لنقل المسافرين و100 كيلومتر في الساعة بالنسبة لقطارات نقل البضائع.
الري والموارد المائية
في مجال الري والموارد المائية، يعتبر مشروع إنجاز وتجهيز محطة تصفية المياه المستعملة ببلدية بابار والذي يدخل ضمن البرنامج التكميلي للتنمية لولاية خنشلة، أهمّ هذه المشاريع، وبلغت نسبة انجازه 98 بالمئة، علماً أنّه تمّ تخصيص غلاف مالي بقيمة 5.2 مليار دج لأجل تجسيد المشروع.
محطة تصفية المياه المستعملة ستستوعب أكثر من مليوني متر مكعب من المياه المستعملة سنويا لتصفيتها ومعالجتها وفق طرق تقنية حديثة، والهدف من إنجاز المحطة ببلدية بابار هو الحفاظ على البيئة وحماية محيط سد بابار من التلوث واستغلال المياه المصفاة بمنطقة النشاطات لبلدية بابار.
تربية المائيات
في إطار برنامج خلق الاستثمار وتحريك العجلة الاقتصادية محلياً، استفادت ولاية خنشلة من منطقة نشاطات جديدة خاصة بمجال تربية المائيات بالمنطقة المسماة لبرق، جنوب ولاية خنشلة أين تتواجد مساحات زراعية شاسعة لشركة كوسيدار زراعة، مدمجة مع أحواض تربية سمك البلطي الأحمر المنتج منذ سنتين بكميات هائلة ونوعية جيدة.
وجاء إنشاء منطقة نشاطات خاصة بتربية المائيات في صحراء خنشلة، تكملةً وتطويراً لاستثمار شركة كوسيدار الناجح في تربية سمك البلطي الأحمر بأحواض السقي الزراعية هناك، وكذا بدايةً لتوسيع التجربة للخواص بولاية خنشلة.