وبرواق الفنون فرانس فانون بديوان رياض الفتح حضرت أعمال فنية ثرية في مواضيعها ومتنوعة في أساليبها من إنجاز مجموعة من الفنانين هم مصطفى عدان ورشيد جلال و واعمر علي طارق وكريم دلوش وكذا حملة مراد, يعبرون عن مسارات فنية متباينة ومتشابكة في نفس الوقت من حيث التزامهم بالفن الحامل لرسالة جمالية وثقافية وفكرية.
ويقدم الفنان واعمر علي طارق مجموعته الإبداعية كاشفا عن أسلوبه الفني بصفته مختصا في الرياضيات ويملك شغف تحويل المعادلات الى نصوص تشكيلية, إذ يحاول أن يوافق بشكل فني بين العلم وروح الإبداع ويستنطق خصائص الفيزياء الطبيعية حتى تصبح المعادلة ما يشبه التعويذة بخوارزميات خاصة, كما هو الحال في لوحة “المربع السحري” أو “حالة الكم”, حيث يتأمل ويفكر ثم يترجم ثورة أفكاره وخياله في ألوان وأشكال لا تعترف بالحدود بين الرقم والحرف العربي طالما أنهما يحملان قوة التعبير.
ويلتقط التشكيلي والنحات كريم دلوش من ولاية قسنطينة, جوانب مختلفة من الغموض البشري بلمسة تجريدية قوامها الخيال وعوالم النفس البشرية, وهو العصامي متعدد المواهب الحامل لأفكار نيرة قوامها رصيده الموسيقي والسينمائي, إذ يراهن على “أن الفنان الحقيقي يجب ان يثبت نفسه من طريقته في التفكير وأسلوب حياة ومساهمة في الفن”.
ومن جهته, يشارك الفنان رشيد جلال ب 12 لوحة انجزها في فترة انتشار وباء كوفيد 19 حيث انغلق الإنسان عن العالم وتعمقت عزلته الاجتماعية, إذ يقول أنه رسم لوحات من قبيل “مقتطفات من الحياة” و”أمواج غنائية” وغيرها باعتبارها لحظات جمعت وقربت فيها عددا كبيرا من الشخوص لكسر عزلتها”, إذ “تبدو أحيانا صغيرة في شكل كليشهات صور فوترغرافية حتى أحرض المتلقي ليقترب منها اكثر ويمعن النظر فيها حتى يسمعها”.
وأما مراد حملة بصفته مخرجا ومصمما فقد قدم للزوار نبذة عن أعماله السينمائية القصيرة التي حققها والتي عكس فيها شغفه بالصورة والتشكيل عبر تقنيات بصرية خاصة, مثل أفلام “صوت أمي”, “لو كان بحوزتي كاميرا”, وكذا “أصداء الروح”.
وعرف المعرض تقديم وصلات موسيقية كلاسكية على آلة البيانو من أداء الموسيقي الشاب طالب يانيس من ولاية تلمسان.