يحتضن رواق الفن محمد راسم بالجزائر العاصمة ابتداء من اليوم الثلاثاء وإلى غاية السادس يونيو المقبل معرضا للصور الفوتوغرافية بعنوان “نظرات متقاطعة – مستغانم” من انجاز 12 مصورا جزائريا سلطوا الضوء من خلال أعمالهم على ملامح عمرانية وثقافية وتراثية واجتماعية لهذه المدينة المتوسطية في إطار اقامة ابداعية من تنظيم بعثة الإتحاد الأوروبي في الجزائر.
وتم تدشين هذا المعرض بحضور المصورين الذين قدموا أكثر من 120 صورة فوتوغرافية تم إنجازها في إطار الإقامة الأوروبية الجزائرية الرابعة للمصورين التي جمعت من 1 إلى 9 مارس الماضي في مستغانم 12 مصورا قادمين من جميع أنحاء الجزائر وبتأطير من ثلاثة مصورين أوروبيين.
وقال سفير الاتحاد الأوروبي في الجزائر, توماس إيكرت, خلال حفل تدشين المعرض, أن هذه المبادرة تساهم في “تعزيز التبادلات والحوار بين الفنانين المتحمسين للتصوير من جانبي البحر الأبيض المتوسط”, مؤكدا بأن المشاركين كانت لهم “حرية اختيار المواضيع التي أثرت فيهم فنيا”.
وذكر المتحدث بأن تنظيم هذه الإقامة هو “مواصلة لإقامات سابقة عقدت في الجزائر العاصمة في 2011, وقسنطينة في 2014, وبوسعادة في 2021, وأن هذه الطبعة “تمثل خطوة جديدة في التزامنا بالاحتفاء بالجزائر بكل تنوعها وثرائها الثقافي ومناظرها الخلابة”.
كما أعلن عن صدور كتاب فخم يوثق لهذه التجربة الفنية يضم مجموع الصور التي التقطها المصورون الجزائريون, فهو كتاب – يقول – “يدعونا إلى الانغماس في تجربة فريدة ومشاركة الإبداع والحماسة للتجديد الفني الذي عبر عنه هؤلاء الفنانون”, مضيفا أن الاتحاد الأوروبي “يساهم عاما بعد عام من خلال مختلف مشاريع الشراكة وأنشطتنا في مجال الدبلوماسية الثقافية في إثراء وتشجيع هذا الإبداع الفني”.
واستعرض المصورون الشباب المشاركون في هذه الإقامة مجموعاتهم الفوتوغرافية, حيث التقطوا مظاهر الحياة في مستغانم مثل المصور سالم دحماني الذي اشتغل على ذاكرة مستغانم من خلال الاحياء القديمة كالدرب وطبنة ووسط المدينة ملتقطا بالابيض والاسود نبض الازقة ويومياتها البسيطة.
وأما المصور صلاح الدين مسلي فقد ألقى نظرة فوتوغرافية على نواحي عين تادلس وأسواق الماشية هناك وكرم أهلها بينما ركز رشيد عيادي نظرته على بحر مستغانم الساحر وكثبان الرمال الذهبية التي مازال تحافظ على وجودها رغم التغييرات التي طرأت على الولاية كما اهتم أيضا بمساجد طبنة ومنازلها القديمة ومن أعلى سطوح المنازل سجل أيضا استمرار نشاط السكان وحركتهم.
وجاءت من جهتها صور بن باي مختار قادة مفعمة بحيوية الصيادين وباعة السمك في سوق المدينة حيث انغمس في شباك الصيد الملونة بالأحمر المرجاني ليعكس الجهد والشغف الذي يحفز هؤلاء الرجال, بينما جسدت المصورة سهام صالحي الحياة اليومية لسكان مستغانم.