توج الفيلم القصير “كود بوس” للمخرج الجزائري عبد القادر قيدوم، بجائزة “السنبلة الذهبية” للطبعة الخامسة للأيام السينمائية الدولية بسطيف، التي اختتمت فعالياتها سهرة يوم الثلاثاء بحضور السلطات المحلية، و وجوه سينمائية و ناشطين في مجال الصناعة السينماتوغرافية، من داخل و خارج الوطن .
ويتناول هذا الفيلم القصير في 25 دقيقة، قصة المهندس المعماري الحالم “زدام” الذي يجد نفسه في دوامة، إما أن يضحي بعمله و يصبح بطالا، أو أن يتخلى عن روحه الطفولية لينال رضى مديره .
وعبر المخرج عبد القادر قيدوم على هامش تكريمه رفقة الممثل الذي أدى دور “زدام” محمد بن داود بتتويج فيلمه بجائزة “السنبلة الذهبية” عن فرحته مثمنا مبادرة تنظيم الأيام السينمائية الدولية بسطيف .
كما نال الفيلم القصير “فلسطين 87” والفيلم القصير “32”، للمخرجين، بلال الخطيب من فلسطين، و المخرجة اية العوني من تونس، جائزتي “السنبلة الفضية” و “السنبلة البرونزية” على التوالي، ضمن فعاليات هذه الأيام السينمائية الدولية التي نظمت بمناسبة إحياء الذكرى ال79 لمجازر 8 ماي 1945، بمشاركة فنانين و مخرجين سينمائيين من 10 دول، هي الجزائر و تونس و فلسطين و مصر و لبنان و سوريا و قبرص و سلطنة عمان و الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية و إيران .
وعادت من جهة أخرى جائزة “لجنة التحكيم” لفيلم “لعلام” للمخرج الجزائري أحمد عقون، الذي يروي قصة طفلين يتم فصلهما من المدرسة و يلتحقان بالثورة التحريرية .
وأكد بالمناسبة، رئيس لجنة التحكيم المخرج السينمائي و التلفزيوني الجزائري جعفر قاسم، في ندوة صحفية عقدها قبل اختتام التظاهرة، بأن اختيار الأفلام القصيرة الفائزة “كان صعبا”، لافتا إلى أن المشاركة العربية و الأجنبية للفيلم القصير في المنافسة ضمن الأيام السينمائية الدولية “يدل على أن هذا الحدث الثقافي بدأ يحظى بالأهمية و هو بمثابة فرصة أمام الناشطين في مجال الصناعة السينماتوغرافية لتبيان قدراتهم بميزانية محدودة”.
وأضاف جعفر قاسم في نفس السياق، بأن الأعمال السينمائية التي تقدمت للمنافسة كانت “ذات جودة” كما كانت الأفكار متقاربة من حيث النوعية، مشيرا إلى أن “خمسة معايير تقنية و فنية مهمة تم اعتمادها في اختيار الأفلام السينمائية القصيرة الفائزة، و هي الكتابة و التمثيل و تقنيات الصورة و الصوت والديكور و الإخراج”.
وتميز حفل اختتام هذه التظاهرة الثقافية والفنية التي حملت شعار “فيلم من أجل الغد” بحضور قياسي لمحبي الفن السابع والجمهور الذين غصت بهم قاعة “الدوم” بالمركز التجاري “بارك مول”.
وتم بالمناسبة تكريم العديد من السينمائيين، ونجوم الفن السابع المشاركين في هذه الأيام السينمائية، بالإضافة إلى أعضاء لجنة التحكيم من بينهم المخرج جعفر قاسم (الجزائر)، و المخرج محمد علي درويش (سلطنة عمان)، و الفنانة كوثر الباردي (تونس)، و كذا الفنانين الجزائريين محمد رغيس و مراد صاولي و سليم خرشي .
كما تم عرض فيديو للفنانين المشاركين في هذا الحدث الثقافي و الفني، و هم يتمنون واحدا تلو الآخر الشفاء العاجل للفنانة الجزائرية بهية راشدي، قبل أن تقدم كل من الفنانة السورية ميريام عطاالله، و الجزائري ياسين تيغر أغنيتين بعنوان “يا جزائر” و “بلاد الشهداء”.
وقد استمتع الجمهور أيضا، بعرض عدد من الأفلام الطويلة شاركت فيها فلسطين كضيف شرف، من بينها “الطيارة الصفراء” للمخرجة الجزائرية هاجر باطة و”معطف كبير الحجم” للمخرج الفلسطيني نورس أبو صالح، و كذا فيلم “إلى آخر الزمان” للمخرجة الجزائرية ياسمين شويخي، بالإضافة إلى عرض لأول مرة بسطيف الفيلم الثوري “بن مهيدي” للمخرج بشير درايس و سط حضور غفير للجمهور.
يذكر بأن الأيام السينمائية الدولية بسطيف في طبعتها الخامسة التي انطلقت السبت الفارط، قد عرفت تنافس 21 فيلما قصيرا على جوائز التظاهرة.