أبرز رئيس المجلس الشعبي الوطني, السيد إبراهيم بوغالي, يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة, أن الغاية من قراءة التاريخ تكمن في تحصين لحمة الأمة وتجديد بنائها وتوظيف كوامن القوة فيها كي تتبوأ مكانتها في محيطها بين البلدان والشعوب.
وفي كلمة له بمناسبة العرض الشرفي للفيلم الوثائقي حول الشيخ العربي تبسي, إحياء لليوم الوطني للذاكرة المصادف للذكرى ال79 لمجازر 8 مايو 1945, قال السيد بوغالي بأن مناسبة عرض هذا الفيلم “جاءت لنزداد معا بصيرة بصواب المنهج الذي اتبعه الشيخ العربي التبسي رحمه الله تعالى وإخوانه في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ونتبين ضرورة المضي على نفس الدرب والثبات عليه حتى نحقق غايتنا في بناء جزائر جديدة قوية ومهابة”.
وتساءل في هذا الشأن عن الغاية من قراءة التاريخ “إذا لم يكن –كما أشار إليه– من أجل تحصين لحمة الأمة وتجديد بنائها وتوظيف كوامن القوة فيها كي تتبوأ المكانة التي تعود لها بأحقية مجدها القديم ووزنها الكبير في محيطها بين البلدان والشعوب”.
وعن محتوى الفيلم, أكد رئيس المجلس بأنه “يدخل ضمن مسعى حفظ تاريخنا وصناعته”, معتبرا بأن اختيار حياة الشيخ العربي التبسي موضوعا “اختيار صائب”, وذلك لما كان للشيخ من “بصمة مميزة في تاريخ المد الإصلاحي الذي بعثته جمعية علماء المسلمين الجزائريين, علاوة على ما كان له من مشاركة حاضرة في زخم تحضير الرجال للقيام بالثورة المباركة”.
وأضاف أن الفيلم يختصر نبذة من حياة هذا “الرجل العظيم الذي قاد حملة إصلاحية في وقت حساس من تاريخ الجزائر”, ويبرز بالتالي “مكانته ومآثر رجل لعب دورا هاما في بناء شخصية الرجل الجزائري المعاصر وساهم في تكوين الرعيل الأول من المجاهدين”.
ولدى تطرقه إلى مجازر 8 مايو 1945, أوضح السيد بوغالي بأن تلك الأحداث “تتابعت بشكل مهول على الجزائريين وسجل فيها التاريخ على المحتل الفرنسي وحشية غير مسبوقة التعامل مع مطالب مشروعة لشعب أعزل ألحقت بهذا المستدمر عارا لا يغسله الزمن وتعاقبه”.
واعتبر أنه “ليس من قبيل الصدفة أن نتحدث عن الصورة ودورها في توثيق تلك الحوادث المفصلية من تاريخنا الوطني”, مشيرا إلى “مدى أهمية ما يكتسيه الجهد الرامي لتعزيز وثائقنا التاريخية بمواد بصرية كفيلة بإضفاء مزيد من الحيوية والمصداقية على أرشيفنا الوطني”.
ولم يفوت السيد بوغالي الفرصة ليذكر من جهة أخرى بأنه “من المحزن والمخزي أن تعيش الإنسانية مرة أخرى على وقع جرائم وحشية مماثلة في فلسطين اليوم ووسط عالم يدعي التحضر والتقدم, جرائم يرتكبها الكيان الصهيوني في حق إخواننا ويواصل الإبادة الجماعية باجتياح مدينة رفح التي أوى إليها الغزاويون”.
ولفت في نفس السياق, إلى أن هذا “يحدث أمام الخذلان المقيت والصمت المطبق الرهيب, رغم رفض الضمير الإنساني وانتفاضة الأحرار في العالم وعلى رأسهم طلبة الجامعات الذين أثبتوا أن الإنسانية لم تمت بعد رغم كل وسائل التعتيم والتضليل والتشويه”.
ودعا في ختام كلمته إلى “نقل هذه الأحداث والصور والقيم المشرفة إلى الأجيال, حتى تكون أساسا للحمتنا الوطنية ووحدة شعبنا المجيد بكل مكوناته, لحمة تفوت الفرصة على كل المتآمرين الحاقدين, لحمة بين شعب وجيشه اليقظ حامي الحمى, سليل جيش التحرير الوطني الذي ضرب أروع الأمثلة في التضحية والفداء”.
16