عرض مرشح جبهة القوى الاشتراكية للرئاسيات الجزائرية، يوسف أوشيش، برنامجه الانتخابي بعنوان “رؤية”، الذي يشمل محاور السياسة والاقتصاد والجبهة الاجتماعية والشؤون الخارجية.
إصلاحات قضائية وصلاحيات أوسع للبرلمان
يعتبر يوسف أوشيش أنّ برنامجه الانتخابي “رفع السقف عاليا” من أجل تكريس دولة القانون، ودولة الحريات والديمقراطية، من خلال إصلاح عميق وجذري للحياة السياسية والمؤسساتية، عبر الالتزام بتبني نظام شبه رئاسي، ذي توجه برلماني، من أجل تكريس فعلي للتوازن بين السلطات .ويرى أنّ تناسق وتكامل المؤسسات ودوامها أكثر أهمية من قوة سلطة الأفراد وهيمنتهم، وتعهد بتوسيع صلاحيات البرلمان، وإجراء انتخابات عامة خلال السداسي الأول من سنة 2025.
مرشح حزب جبهة القوى الاشتراكية الجزائرية، يلتزم في برنامجه بـ “ضمان استقلالية العدالة، من خلال إصلاح المحكمة الدستورية والمجلس الأعلى للقضاء، وإعادة الاعتبار لميزان العدل، وضمان المساواة أمام القانون، لوضع حدّ لمشاعر الحقرة واللاعدالة من جهة، ولغطرسة وتمادي البعض الآخر في عدم احترام القانون”.
ويتعهّد يوسف أوشيش، بـ “تقوية وإعادة تأهيل أدوات الرقابة البرلمانية ومجلس المحاسبة، بإعطائه صلاحيات أوسعَ في هذا المجال، خاصة سلطة الإخطار”.
وينطوي برنامج “رؤية” على رؤيةٍ لإصلاح وصفه أوشيش بـ “الجذري” للجماعات المحلية، من خلال “تكريس اللامركزية والديمقراطية التشاركية، ومنحِ صلاحيات أكبر واستقلالية أكثر للسلطات المحلية المنتخبة”.
وبالنسبة للشقّ المؤسساتي وهيكلة الدولة، تعهّد أوشيش بخلق أقطاب اقتصادية بأبعاد إدارية، مع خلق ولايات وبلديات جديدة، وحذف الدائرة من التقسيم الإقليمي الوطني.
مراجعة الأجور والمنح وتكريس “الدولة الاجتماعية”
أما بالنسبة للصعيد الاجتماعي، فيتضمن البرنامج الانتخابي لمرشح جبهة القوى الاشتراكية ،يوسف أوشيش، الذي “يؤمن” بموروث “الدولة الاجتماعية”، فإنه يستهدف إعادة تقييم القدرة الشرائية، من خلال رفع الأجر الوطني الأدنى المضمون إلى 40 ألف دينار جزائري، وإلغاء الضريبة على الدخل للأجور التي تكون أقلَ من 50 ألف دينار جزائري، مع تسقيف أسعار المواد الغذائية.
و تعهّد أوشيش بإنشاء مدخول أدنى للجميع يساوي 50 بالمئة من الأجر الوطني الأدنى المضمون، وإعادة تقييم المِنح العائلية إلى 3000 دينار جزائري لكل طفل، مع تفعيل الحق في التقاعد المسبق قبل نهاية السنة ، والالتزام “بتأهيل الطبقات الوسطى، التي هي بصدد الزوال، أين الغنيّ يزداد غنًا والفقير يزداد فقرًا”.
كما يقترح يوسف أوشيش في برنامجه الانتخابي تسقيف أسعار الفحوصات الطبية عند الخواص، وإدراج مصاريف الفحوصات الطبية ضمن التعويضات في “بطاقة الشفاء” ، إضافة إلى إعادة النظر في الخارطة الصحية، وإعادة الاعتبار للمرافق الصحية العمومية عبر إجراءات فعلية.
الخروج من سياسية ” الريع” وانشاء أقطاب متكاملة
وفيما يتعلق بالشق الاقتصادي، ينطلق برنامج أوشيش من رؤية شاملة للنهوض بهذا المجال، والخروج نهائيا من سياسة “الرَيع”، “القاتلة”، من خلال تنويع الاقتصاد وتحسين مناخ الأعمال، ورفع حجم الصادرات، وعصرنة النظام البنكي والمالي، ومحاربة السوق الموازية. و خلق أقطاب اقتصادية متصلة ومتكاملة، حسب الخصوصيات الإقليمية،تساعد في النهوض الاقتصادي للوطن، مع تمكين المواطنين ليكونوا فاعلين رئيسيين في عملية التنمية.
في الشأن الزراعي، يقترح البرنامج القيام بإجراءات وصفها بـ “الثورية”، حيث تتعلق بكل من السيادة الغذائية، والتخطيط الزراعي والإنتاج الحيواني، وتسيير العقار الفلاحي، و التأسيس لـوكالة وطنية للأمن الغذائي. ويشمل البرنامج سياسة صناعية جديدة، تنطلق من تنظيم جلسات عامة للصناعة فيما يخص التحوّل والانتقال الصناعي، إلى وضع حيّز التنفيذ إستراتيجية وطنية لتطوير القطاع، وكذلك بالنسبة إلى قطاع النقل، واتخاذ إجراءات ملموسة لإعادة تأهيله. ويقترح برنامج “رؤية” إنشاء وكالة وطنية للأمن الغذائي، والاهتمام بالمخزون الإستراتيجي الوطني وتجديده لكل من المواد الغذائية واسعة الاستهلاك والأدوية والوقود والطاقة، وغيرها.
رفع ميزانيات القطاع وإخراج المدرسة من “الصراعات”
ويتضمن البرنامج إجراءات لفائدة قطاعات التربية، التعليم العالي، والصحة ورفع ميزانيتها بنسبة 50 بالمئة على الأقل، لكل قطاع وعلى وجه الخصوص قطاع التربية، ويلتزم المترشح أوشيش في هذا الخصوص ، بإخراج المدرسة مما وصفه بـ “الصراعات الأيديولوجية”، وتأهيلها كمكان للعلم وتطوير القدرات العقلية والفكرية و تحويل الديوان الوطني للخدمات الجامعية إلى مؤسسة عمومية اقتصادية، وتطويرها وضمان استقلالها، ورفع منحة الطالب الجامعي إلى 20000 دينار جزائري شهريا، ضمن الدخل الأدنى المضمون و دمج جميع حاملي شهادة “الماجستير” و”الدكتوراه” في قطاع التعليم العالي، دون قيد أو شرط.
وفيما يخص محور الثقافة والهوية، فيلتزم أوشيش ضمن برنامجه الانتخابي، بالمصادقة على قانون عضوي لتجسيد “الاعتراف الرسمي باللغة الأمازيغية”، كبعد من أبعاد الهوية الوطنية، وتنصيب أكاديمية اللغة الأمازيغية، وتعميم تعليم اللغة الأمازيغية كمادة دراسية إجبارية، إضافة إلى إنشاء وكالة وطنية لحماية وترقية التراث التاريخي الجزائري، وكذا خلق مدينة فنية لتطوير الفنون والسينما.
“دبلوماسية هجومية” وتفعيل دور الجزائر في الوساطات
وعن الشؤون الخارجية، يتضمن برنامج مرشح جبهة القوى الاشتراكية ، يوسف أوشيش” اعتماد سياسة دبلوماسية “هجومية”، ولعب دور أكبر كوسيط لحلّ النزاعات الجهوية والإقليمية، مع تقوية ودعم مناطق التأثير الجزائرية في إفريقيا، إضافة إلى العمل على ” إعادة التقييم لعلاقات الجزائر مع جميع شركائها على أساس المصلحة الوطنية والمعاملة بالمِثل والاحترام المتبادل، وتقوية العلاقات مع الشركاء الجدد في إفريقيا، وكذا مواصلة دعم القضيتين الفلسطينية والصحراوية، ودعم المناطق الحرّة الإفريقية من أجل تجارة بينية داخلية بين الأفارقة، مع إعادة المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي.
ويلتزم يوسف أوشيش حسب برنامجه الانتخابي “رؤية بإنشاء وزارة سيادية قوية للتخطيط والاستشراف، ووضع رؤية طويلة الأمد لتنمية البلاد في أفق 2050، مع إنشاء مرصد وطني لليقظة الإستراتيجية.