حدد مرشح حركة مجتمع السلم للرئاسيات الجزائرية المقررة في 7 سبتمبر المقبل، عبد العالي حساني شريف، ضمن برنامجه الرئاسي “فرصة”، 5 أولويات و5 محاور تشكل 62 تعهدا تغطي مجالات السياسة والاقتصاد والدبلوماسية والجبهة الاجتماعية وأخرى.
إصلاحات سياسية و”تعزيز سيادة القانون”
يركّز البرنامج الانتخابي لحساني شريف ، على أولوية “إصلاح النظام السياسي وتحقيق الشراكة السياسية الواسعة” ، والالتزام بالتأسيس لـ “نظام حكم سياسي ديمقراطي متكامل ومتوازن مبني على الإرادة الشعبية، ويشجع المشاركة الواسعة، قائم على عناصر الهوية الجزائرية، يحمي الحقوق والحريات، ويحدد الواجبات والمسؤوليات، ويحقق قيم العدالة، ويضمن الفصل بين السلطات”. وتشمل الإصلاحات السياسية المقترحة ضمن برنامج “فرصة” إصلاح نظام الحكم من خلال تعزيز الإصلاح الدستوري والتشريعي والمؤسساتي، وتثبيت قواعد الحكم الراشد واعتماد الإدارة الإلكترونية. كما يشمل دسترة تجريم الاعتداء على الحريات والضمان الفعلي للفصل والتوازن بين السلطات، وتعميق حق المساءلة والرقابة على عمل السلطات العمومية، وتسهيل وتبسيط إجراءات تأسيس الأحزاب والجمعيات، وكذا مراجعة القوانين ذات الصلة. إضافة إلى توسيع الدور الرقابي للبرلمان بغرفتيه، وتعميق إصلاحات قطاع القضاء، وإصلاح منظومة التمثيل الانتخابي والتداول على السلطة، ودعم صلاحيات المجالس المنتخبة في الجماعات المحلية، وإصلاح منظومة المتابعة والرقابة والمالية المحلية والتقييم للسياسات العمومية.
مراجعة سياسة الدعم الاجتماعي وتنويع الصيغ السكنية
يقترح البرنامج الانتخابي “فرصة ” إجراءات تتعلق بالجبهة الاجتماعية وتحسين الظروف المعيشية للمواطن الجزائري ، ومن ضمنها التوزيع العادل للثروة من خلال مراجعة طرق دعم الطبقات الفقيرة والمتوسطة، والمراجعة المتدرجة للحد الأدنى للأجر المضمن ومعاشات التقاعد، وإعادة تفعيل الحوار الاجتماعي لتوزيع الفوائض على العمال في القطاع الاقتصادي، ومعالجة التضخم بالموازنة بين الإجراءات الظرفية والاستراتيجية. كما يتعهد حساني شريف في برنامجه باعتماد آليات الإحصاء الدوري لمداخيل وممتلكات المواطنين، واعتماد منظومة وطنية لتحديد مستويات وأشكال الدعم، وسن تدابير عقابية رادعة لحالات التصريح المغالط، والربط بين تطبيق الدعم والمساعدة والتطور التدريجي للأسعار، علاوة على ربط الدعم والمساعدة خارج حالات العجز التام بنشاط مهني أو اجتماعي.
وفيما يخص ملف السكن، يتضمن البرنامج مواصلة توسيع وتنويع المنتجات السكنية كمًّا ونوعًا، بحسب قدرات المواطنين، وتحيين وتحسين معيارية الجودة والرفاه في السكن، وتطوير آليات مرافقة وترقية السكن الريفي، وبعث سوق إيجارية متنوعة تحفز الاستثمار العقاري، وتنويع مصادر وطرق تركيب وتمويل إنتاج السكنات، وكذا سن إجراءات لتحفيز إيجار السكنات الشاغرة.
إرساء مقومات اقتصاد اجتماعي حر
وفي المحور المتعلق بـ “التنمية الاقتصادية”، يراهن حساني الشريف على “إرساء مقومات اقتصاد اجتماعي حر، متنوع ومستدام، متحرر من مقاربة الريع محوره الإنسان، منهجه المشاركة، ويضمن الكفاية، ويحقق الرفاه للجزائريين بمعايير النمو السريع المتوازن، وبيئة أعمال جاذبة واستثمار منتج للثروة”. إضافة إلى “رفع معايير النمو”، انطلاقا من الارتقاء بالناتج الداخلي الخام إلى حدود 450 مليار دولار، ورفع الدخل الفردي بقيمة 9.000 دولار، وتقليص معدل البطالة إلى 5 بالمائة، إضافة إلى خفض معدل التضخم إلى 3 بالمائة، مع رفع معدل النمو فوق عتبة 7 بالمائة، ومراجعة آليات تقدير قيمة صرف الدينار بمقاربات متكاملة.
ويتضمن البرنامج الانتخابي للمترشح خطة وطنية للأمن الغذائي، تهدف إلى تطوير الزراعات الإستراتيجية وتحقيق الكفاية الشاملة، واعتماد منظومة لإحصاء وإنشاء أقطاب فلاحية كبرى مدمجة ومتكاملة مناخيا واقتصاديا، وتشجيع إنشاء المجموعات المتكاملة في مجلات التكييف والصناعة الغذائية. علاوة على تنمية زراعة النباتات الصناعية والمنتجات ذات القيمة المضافة العالية، وتطوير الصناعات التحويلية للمنتجات الفلاحية، ودعم وتوسيع الفلاحة الجبلية .
تعزيز “محورية” الجزائر دوليا وتطوير قدرات الدفاع
تضمّن البرنامج الانتخابي للمترشح عبد العالي حساني شريف أولوية “تعزيز محورية الجزائر في المحيط الدولي” وزيادة تأثيرها الإيجابي ضمن محيطها الإقليمي، وتعزيز انفتاحها وشراكاتها المتعددة النافعة، وتحصينها ضد التهديدات المختلفة، بداية بتقوية جبهتها الداخلية وتعزيز المناعة الذاتية ضد مشاريع الاختراق، وحماية أمنها الفكري والثقافي، وتأكيد الإجماع الوطني بشأن القضايا العادلة، وتعزيز قدرات الأمن والدفاع الوطني”. وفي هذا السياق ، يشمل البرنامج تطوير القدرات العسكرية والجاهزية الحربية، ومواصلة ترقية الموارد البشرية بترقية مدارس التكوين المتخصصة، وتطوير قدرات التصنيع العسكري والتحكم التكنولوجي. كما يتضمن البرنامج الانتخابي إجراءات لتعزيز الأمن القومي بتوسيع نطاقه إلى أمن دول الجوار، علاوة على السعي من أجل استتباب الأوضاع الأمنية في بلدان الجوار ودعم التعاون العسكري، وتطوير الدفاع الوقائي والقدرات الاستخباراتية في مواجهة المخاطر الخارجية، وتطوير أدوات اليقظة الإستراتيجية.
وبشأن “نصرة القضايا العادلة”، يؤكد البرنامج الانتخابي لحساني شريف على تطوير مجالات نصرة قضايا التحرر في العالم، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والتأكيد على دعمها حتى التحرير، والمساهمة الفعالة في إعادة إعمار غزة، ودعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
ترقية تنافسية الجامعات وإعادة بعث الدور الإصلاحي للمسجد
وفي المحور الخامس المعنون بـ “التنمية الثقافية”، فقد تناول سبل تطوير المعارف والعلوم، وتشجيع البحث العلمي، وترسيخ الانتماء للأمة، وترقية تراثها الثقافي، وتفعيل دور الذاكرة الوطنية، وتحفيز الإبداع والابتكار. ويقترح حساني شريف اعتماد آليات لترقية ومتابعة التنافسية العالمية للجامعات الجزائرية، وربط عمل الجامعات بخدمة التنمية، وتحيين المنظومة القانونية للقطاع لتكريس معايير التقييس، و تحفيز مساهمات بالقطاع الخاص في التكوين الجامعي، وتفعيل خلايا الجودة في مجال البحث والإصدار العلمي، وتقييم النظام التعليمي “ل. م. د” .
و تعهد حساني شريف بإعادة بعث الدور التعليمي والإصلاحي للمسجد، عبر تثمين دور الإمام وحمايته، وترقية مكانته في المجتمع، وتعزيز دور المجالس العلمية الولائية.