شهد مسار السيد عبد المجيد تبون، تحولات هامة ومحطات مفصلية على مدار سنواته الـ 79. “ملتيميديا الإذاعة الجزائرية” تستعرض فيما يلي، أهمّ العلامات البارزة في حياة المرشّح للانتخابات الرئاسية المقرّرة في السابع سبتمبر المقبل.
وُلد عبد المجيد تبون يوم السابع عشر نوفمبر 1945 في منطقة المشرية بولاية النعامة جنوبي غرب الجزائر، وتنقّلت عائلته، ثمانية أشهر بعد ولادته، للعيش في ولاية سيدي بلعباس بسبب مضايقات وتعسف المستعمر الفرنسي ضدّ والده، الحاج أحمد، بسبب خطاباته الوطنية، وانتمائه إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
وبدأ عبد المجيد تبون مسيرته الدراسية بالمدرسة الابتدائية المسماة “أفيونس” بولاية سيدي بلعباس، ثم التحق بالمدرسة الحرة للأئمة سنة 1953، وبعد حادث عائلي، قام والده بإرساله إلى البيض، للعيش عند خاله حمادة، ومواصلة الدراسة في الطور الابتدائي.
بالتزامن، تواصلت حملة الاعتقالات والمضايقات ضد والد عبد المجيد تبون في سيدي بلعباس، حيث كان يتمّ إرغامه على التوجه يوميًا إلى مركز شرطة المستعمر، قبل أن يعود إلى المشرية سنة 1954 بعد رفع العقوبة عليه.
وتمكّن عبد المجيد تبون من إتمام دراسته في الطور الابتدائي، كما اجتاز امتحان مسابقة الطور المتوسط (السنة السادسة) سنة 1957، ليدرس بعدها في الثانوية الجهوية التي كانت تسمى (الإسلامية الفرنسية) والمكنّاة “المدّرسة”، قبل أن يصعد إلى ثانوية بن زرجب.
في صيف 1965، تحصّل عبد المجيد تبون على شهادة البكالوريا، ليتقدم أشهراً من بعد لاجتياز مسابقة الدخول إلى المدرسة الوطنية للإدارة، ومن بين ستمئة مترشح، كان من بين 37 مترشحاً فازوا بالمسابقة، وتخرّج من المدرسة الوطنية للإدارة سنة 1969، تخصّص اقتصاد ومالية ضمن “دفعة الشهيد البطل العربي بن مهيدي”.
مهنياً، بدأ عبد المجيد تبون مساره المهني إدارياً من عاصمة ولاية بشار “الساورة” وكانت تضمّ بشار، تندوف وأدرار، وبعد أدائه واجب الخدمة الوطنية (1969 – 1971)، واصل مسيرته المهنية كإداري، ثمّ مكلفاً بمهمة، ليتمّ ترقيته إلى أمين عام ولاية الجلفة حديثة النشأة عام 1974، بعدها جرى تحويله سنة 1976 في المنصب نفسه إلى ولاية أدرار، وشغل الوظيفة ذاتها في ولاية باتنة سنة 1977، ثمّ بولاية المسيلة سنة 1982.
وعُـيّن عبد المجيد تبون والياً على ولاية أدرار (1983)، ثمّ ولاية تيارت بدءاً من عام 1984، قبل توليه شؤون ولاية تيزي وزو سنة 1989، واعتباراً من العام 1991، أصبح عبد المجيد تبون وزيراً منتدباً مكلفاً بالجماعات المحلية في حكومة سيد أحمد غزالي، وترك الحكومة سنة 1992، ليستقر رفقة عائلته بولاية أدرار سنة 1994.
في العام 1999، استدعي عبد المجيد تبون مجدّداً إلى الحكومة، حيث عُيّن وزيراً للاتصال والثقافة، ثمّ وزيراً منتدباً مُكلّفاً بالجماعات المحلية لثاني مرة، وصار وزيراً للسكن والعمران بين عامي 2001 و2002، ليجري استدعاؤه من جديد سنة 2012، حيث شغل مجدّداً منصب وزير السكن والعمران والمدينة.
وارتبط اسم تبون بقطاع السكن الذي أداره باقتدار لأكثر من سبع سنوات في مختلف الحكومات، وهو الذي أشرف على إطلاق صيغة “عدل 2” عام 2013، التي تسهّل الحصول على السكن عن طريق البيع بالإيجار.
وتقديراً للجهود التي بذلها من أجل القضاء على معضلة السكن وطنياً، جرى تقليد تبون وسام الاستحقاق الوطني بدرجة عشير، في الثالث عشر جوان 2016.
وإثر رحيل بختي بلعايب سنة 2017، تولى تبون أيضاً منصب وزير التجارة بالنيابة، وبتاريخ الرابع والعشرين ماي 2017، تمّ تنصيب عبد المجيد تبون وزيراً أول، وأعلن تبنيه توجهاً يقضي بفصل المال عن السياسة.
وغداة سادس انتخابات رئاسية تعددية، انتخب عبد المجيد تبون رئيساً للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في الثاني عشر ديسمبر 2019، بإجمالي أصوات بلغ 58.13%.
وتحت قيادة عبد المجيد تبون، شهدت الجزائر بين عامي 2019 و2024، تحوّلات نوعية سمحت بتحقيق حزمة منجزات حاسمة وسلسلة مكاسب هامةحفلت بكثير من العطاء والتميّز.
وكان افتتاح برنامج الإصلاح السياسي الشامل لترسيخ معالم الجزائر الجديدة، بتجسيد أولى تعهدات تبون الـ 54، فجرى تعديل الدستور، ومراجعة قانون الانتخابات، واستحداث المحكمة الدستورية والمجلس الأعلى للشباب ومرصد المجتمع المدني، كما أنعش تبون منظومتي الاقتصاد والدبلوماسية وغيرهما، ومنح مناطق الظل والمؤسسات الناشئة عمراً ثانياً، متسلحاً بمعرفته الدقيقة لـ “خبايا الدولة”.
من أهمّ تصريحاته: “تعهدت أمام الجزائريين بـ 54 التزاماً واقعياً مكتوباً، وليس مجرد أحلام أو وعود انتخابية شعبوية، وعند الانتهاء من تنفيذ هذه التعهدات ستكون هناك جزائر أخرى”، وقال أيضاً: كبرنا بالوطنية ونعيش بالوطنية ولا نطمع في مالٍ أو جاهٍ، بل نبتغي راحة المواطنين، والجزائر بلد محمٍ وويل لمن يحاول المساس به، ومن يريد تسليم البلاد لأعدائها، فسيدفع الثمن”.