خرج آلاف المغاربة مجددا مساء أمس الأحد في مسيرة حاشدة بمدينة طنجة, احتجاجا على إمعان المخزن في التطبيع مع الكيان الصهيوني و رفضا و تنديدا برسو سفينة حربية تابعة للكيان الصهيوني محملة بالأسلحة بميناء طنجة, محذرين من مخاطر الاختراق الصهيوني للمملكة.
وشارك في المسيرة الاحتجاجية, التي دعت اليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع, عشرات الهيئات و الأحزاب و المنظمات و شخصيات سياسية وحقوقية ونقابية مغربية من مختلف القطاعات, بما يعبر عن مدى تغلغل القضية الفلسطينية في أوساط الشعب المغربي و رفضهم للتطبيع المخزني-الصهيوني الذي فرض عليهم بالقوة نهاية عام 2020.
وندد المتظاهرون باستمرار جرائم الإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين.
كما أدانوا واستنكروا سماح السلطات المغربية برسو سفينة تابعة للكيان الصهيوني محملة بالأسلحة والعتاد العسكري كانت متجهة إلى فلسطين المحتلة, و ذلك للتزود بالوقود والأغذية, معتبرين هذا الحدث “سابقة في مسلسل التطبيع”, و مؤكدين أنه دليل واضح على عدم اهتمام المخزن بالجرائم الشنيعة التي يذهب ضحيتها الأطفال والنساء والعزل في فلسطين.
وحمل المحتجون الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بإسقاط التطبيع و بمقاطعة منتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني و بإنهاء العلاقات السياسية واتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم, مرددين شعارات قوية تطالب بوقف العدوان على غزة وبمحاكمة المسؤولين الصهاينة على أفعالهم الإرهابية, معبرين عن دعمهم الكامل للقضية الفلسطينية. كما طالبوا الدولة المخزنية بإطلاق سراح كل معتقلين الرأي الذين يحاكمون على خلفية التدوين رفضا للتطبيع ودعما للشعب الفلسطيني.
وفي كلمة له خلال المسيرة, ندد القيادي في الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع, محمد الصروخ, برسو السفينة المحملة بالأسلحة دون علم المغاربة بذلك, مشددا على أن هذا الأمر يمثل “خرقا للقيم والمبادئ الوطنية ولا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال بل يجب محاسبة المسؤولين عن هذا القرار”.
تصاعد التحذيرات من مخاطر التطبيع العسكري مع الكيان الصهيوني
من جهته, أكد منسق فرع الجبهة بمدينة طنجة, حكيم نكتار, في مداخلته أن “توافد حشود المغاربة للمشاركة في هذه المسيرة الوطنية هو رد فعل طبيعي على رسو السفينة الصهيونية العسكرية في الميناء المتوسطي”, مؤكدا أن ما حدث هو مظهر من مظاهر التطبيع العسكري, داعيا إلى “الاستمرار في مقاطعة المنتوجات التي تدعم الكيان الصهيوني اقتصاديا وعسكريا”.
وبالمناسبة, أدى مشاركون في المسيرة الاحتجاجية مشاهد تمثيلية توضح خطر التطبيع الاقتصادي على الشعب الفلسطيني, مبرزين أهمية مقاطعة الشركات والعلامات و المنتوجات الداعمة ماديا ومعنويا وبشكل مباشر للكيان المحتل.
بدوره, شدد رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة, عبد الصمد فتحي, في كلمته, على أن هذه المسيرة هي جزء من الجهود المجتمعية لإظهار الرفض الشعبي للتطبيع بكل مظاهره مع الكيان السرطاني وللتأكيد على الانتماء القوي للشعب المغربي إلى قضية فلسطين وأن أهل المغرب عموما و طنجة خاصة أوفياء لفلسطين وللمقاومة.
وتابع يقول: “نقول للمطبعين الذين سمحوا للسفينة الصهيونية بالرسو في ميناء بلدنا, إنكم دنستم أرض الشرفاء والشهداء والمجاهدين, ونقول إن المغرب لا يمكن أن يرضخ للمطبعين وأن المغاربة شجعان لا يقبلون بالدونية, ومن أراد أن يستضيف القتلة والمطبعين عليه أن يستضيفهم في ضيعته, لأن أرض المغرب للمغاربة”.
وأضاف: “هؤلاء المتظاهرون هم أبناء المقاومين من أمثال محمد بن عبد الكريم الخطابي لا يقبلون بالمطبعين, و لا يمكن للصهاينة أن ترسو سفينتهم لكي يدنسوا بها هذه الأرض المباركة التي رفضت التطبيع”.
وختم السيد عبد الصمد فتحي مداخلته بالقول: ” في الأخير, لدينا كلمتين. الأولى: نحن ننبه ونحذر خاصة من التطبيع العسكري (..), والأمر الثاني أننا نعتبر أن الشعب الفلسطيني منتصر بعد تسعة أشهر من المقاومة وكلنا على يقين بأن فلسطين ومعها أوطاننا سوف تتحرر وتنتصر وبيننا وبينهم الأيام”.
هذا وأجمعت العديد من القيادات الحزبية و الحقوقية و النقابية في مداخلاتها و تصريحاتها الصحفية, على ضرورة مواصلة الدعم السلمي و الضغط الشعبي والإعلامي إلى غاية وقف العدوان الصهيوني على غزة و إسقاط التطبيع و طرد الصهاينة من المملكة.