وعادة ما يتم جني “المنقر” الذي يعرف إقبالا واسعا من طرف المستهلكين بغرداية, عبر بساتين النخيل بمنطقة ”تيديكلت” (عين صالح) في وقت مبكر, حيث ينضج بفضل درجة الحرارة المرتفعة التي تشهدها هذه الجهة مقارنة بالمناطق الأخرى من الجنوب.
ويتم عرض هذا الصنف من التمور الذي يبقى الأكثر شعبية في المنطقة خلال فترة الصيف من طرف الباعة في الأسواق ومختلف شوارع وأزقة عاصمة وادي ميزاب, بأسعار تتراوح بين 550 دج و 700 دج للكيلوغرام الواحد, مع الأخذ بعين الاعتبار مذاق وحجم هذه الفاكهة.
ويتميز هذا النوع من التمور بقشرته الناعمة وبذوقه العسلي, حيث يتم جنيه يدويا من خلال تسلق النخيل بطريقة تقليدية لاختيار أجود الثمار التي بلغت مرحلة تقترب من النضج الكامل, مثلما شرح الحاج بشير تاجر خضر وفواكه بغرداية.
وتتطلب عملية جني “المنقر” جهدا بدنيا كبيرا, حيث تسند هذه المهمة إلى متسلقي النخيل من ذوي الخبرة خلال فترة الصباح الباكر أو في المساء عبر بساتين النخيل بتيديكلت.
وكانت في السابق تنطلق عملية جني “المنقر” مع مطلع شهر يوليو إلى غاية منتصف شهر أغسطس, لكن على غير العادة هذا الموسم نضج هذا الصنف من التمور في وقت مبكر, وذلك راجع للتغيرات المناخية, مثلما أوضح عمي بشير خبير في منتجات التمور, لافتا إلى أن التغيرات المناخية أثرت على الثمرة التي تظهر على قشرتها بعض التجاعيد.
المنقر يشكل قيمة مضافة للتجار والباعة الموسميين
ويتسم هذا النوع من تمور “المنقر” الذي يحظى بشعبية واسعة بالرطوبة العالية, مما يستدعي استهلاكه في مدة لا تتجاوز ثلاثة أيام بعد قطفه, لسرعة تعرضه للتلف.
كما أن النضج المبكر للمنقر تأثير ايجابي كبير علي التجار والباعة الموسميين, حيث يشكل قيمة مضافة لهم لاسيما الراغبين منهم في تحسين دخلهم وتحقيق المزيد من الارباح.
وتحضر هذه النوعية من البواكير التي تم جنيها من بساتين النخيل بمنطقة “تيديكلت” بقوة على طاولات تجار ولاية غرداية وتلقى رواجا واسعا, حسب ما ذكره تاجر موسمي للتمور بالمنطقة.
وتجذب هذه الفاكهة منذ ظهورها في الأسواق عدد كبير من المستهلكين والفضوليين, كما أنها تشكل أفضل فاكهة يمكن تقديمها هدية لشخص محبوب خلال فترة الصيف بالمنطقة.
ويعرض “المنقر” الذي يمثل باكورة الإنتاج أو كما يسمى محليا ”الفال” للبيع في علب مصنوعة من الورق المقوى تستعمل عادة لتغليف الحلويات, حيث يسارع المستهلكون إلى اقتنائها بكميات محدودة تفاؤلا بموسم جيد للتمور.