أكدَ السفيُر عمر عوض الله، مساعدُ وزيرِ الخارجيةِ الفلسطيني للأممِ المتحدةِ لـ قناة الجزائر الدولية أنَّ قرارَ إدراجِ “إسرائيل” على “لائحةِ العار” هو خطوةٌ “متأخرةٌ” تأتِي بعدَ سلسةٍ من الجرائمِ بحقِ الأطفالِ والأبرياءِ إذ كانَ الأجدرُ أنْ تأتِي قبلَ السابعِ من أكتوبر.
واستندَ عوض الله في ذلكَ إلى إقرارِ محكمةِ العدلِ الدوليةِ بأنَّ خمسينَ بالمائةِ من شهداءِ الجرائمِ الصهيونيةِ أطفالٌ فقط بعدَ أحداثِ السابعِ أكتوبر، مضيفًا: “الاحتلالُ المجرمُ يقتلُ الأطفالَ ويحاولُ قتلَ مستقبلِ الشعبِ الفلسطينِي وهو شكلٌ من أشكالِ الإنصافِ المتأخرِ”.
بالمقابلِ، أكدَ أنَّ الخطوة التي قالَ إنَّها تأتِي نتيجةَ “تراكمِ مساءَلاَتٍ دوليةٍ بشأنِ محاسبةِ الاحتلالِ”، ستمسحُ للدولِ المؤيدةِ للشرعيةِ الدوليةِ باتخاذِ خطواتٍ متقدمةٍ لمحاسبةِ الاحتلالِ الإسرائيلِي على أحدِ أهمِّ الفصولِ المتعددةِ لجرائمِهِ الشنيعةِ.
الجزائر تصطاد الاحتلال..
لعلَّ الرئيسَ الجزائري، عبد المجيد تبون أولُ من طالبَ بمحاسبةِ الاحتلالِ الصهيونِي وملاحقَتِه دوليًا نظيرَ الجرائمِ التي يرتكبُها بحقِ الفلسطينيين، يقولُ السفيرُ عوض الله، إنَّها الشرارةُ الأولَى لفتحِ النقاشِ حولَ محاسبةِ الاحتلالِ الإسرائيلِي قبلَ أنْ يمتدَ إلى دعوَى جنوبْ إفريقيا بالعدلِ الدوليةِ مرورًا بإصدارِ الجنائيةِ الدوليةِ أوامرَ قراراتٍ باعتقالِ قادةٍ ومسؤولينَ إسرائيليين.
وأشادَ الدبلوماسيُ الفلسطينيُ بجهودِ الجزائرِ الداعمةِ للقضيةِ الفلسطينيةِ داخلَ الأممِ المتحدةِ التي وصفَها بـ “الضاربةِ في عمقِ التاريخِ”، قائلًا: “الدعمُ الجزائريُ لم يتوقفْ يومًا بلْ في تزايدٍ مستمرٍ”.
كما استعرضَ المتحدثُ جهودَ الجزائرِ داخلَ مجلسِ الأمنِ كعضوٍ غيرِ دائمٍ، انطلاقًا من تقديمِ مشاريعَ قراراتٍ لفرضِ وقفِ إطلاقِ نارٍ وإدخالٍ للمساعداتِ بالقطاعِ وتوفيرِ الضماناتِ اللازمةِ لحمايةِ الفلسطينيين، علاوةً على التصدِي لمخططاتِ الاحتلالِ الخبيثةِ وفي مقدمَتِها التهجيرُ القسرِي.
تحرر الأمم المتحدة
من قلبِ مقرِ الأممِ المتحدةِ بحكمِ منصبهِ كمساعدٍ لوزيرِ الخارجيةِ الفلسطيني للهيئةِ، أكدَ السفيرُ عوض الله أنَّ الأممَ المتحدةِ تحررتْ من قيودِ الابتزازِ الإسرائيلِي الذي كانَ يشدُ الخناقَ عليهَا على مدارِ عقودٍ من الزمنِ.
هذا وأشادَ بمَا وصفَهُ بـ “جرأةِ وشجاعةِ” الأمينِ العامِ للأممِ المتحدةِ في اتخاذِ قرارِ إدراجِ جيشِ الاحتلالِ الصهيونِي ضمنَ قائمةِ منتهكِي حقوقِ الأطفالِ وهيَ الخطوةُ غيرِ المسبوقةِ في تاريخِ الهيئةِ التي تأسستْ سنة ألفٍ وتسعِ مئةٍ وخمسةٍ وأربعين.
وأشارَ ذاتُ الدبلوماسِي إلى أنَّ ملامحَ تحررِ الأممِ المتحدةِ بدأتْ تبرز منذُ إقدامِ غوتيريش على تفعيلِ المادةِ التاسعةِ والتسعين قبلَ أشهرٍ، متفائلًا بإسقاطاتِ ذلكَ –التحررِ- على صيانةِ القانونِ الدولِي من محاولاتِ التطاولِ وفرضِهَا على الجميعِ دونَ أيِّ استثنَاءَاتٍ.
رد صهيوني
السفيرُ عمر عوض الله أكدَ في حديثهِ المطولِ مع “الجزائرِ الدولية” أنَّ المجزرةَ الشنيعةِ التي ارتكبَها الاحتلالُ الإسرائيلِي بمخيمِ النصيراتِ وراحَ ضحيتَها عشراتُ الشهداءِ تأتِي كردٍ على قرارِ إدراجهِ ضمنَ “لائحةِ العار”.
وقال السفيرُ إنَّ مجزرةَ النصيراتِ التي راحَ ضحيتَها عشراتُ الأطفالِ تؤكدُ مجددًا أنَّ ” إسرائيلَ” دولةٌ مارقةٌ تعتقدُ أنَّها فوقَ القانونِ والشرائعِ الدوليةِ.
فيما ألحَ المتحدثُ على ضرورةِ اتخاذِ المجتمعِ الدولي لخطواتٍ سريعةٍ من أجلِ محاسبةِ الاحتلالِ على جرائمِهِ ووقفِ عدوانهِ المدمرِ بالقطاعِ، وهيَ المسؤوليةُ التي حمَّلَهَا لمجلسِ الأمنِ الدولِي.