افتتح ابراهيم بوغالي، رئيس المجلس الشعبي الوطني، رئيس الاتحاد البرلماني العربي، اليوم الأحد، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، أشغال المؤتمر السادس والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي.
في كلمة ألقاها بالمناسبة، هنأ بوغالي الحضور بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس اتحاد البرلمانات العربية، الذي اعتبره مرجعا وعنوانا بارزا لإسهام البرلمانيين العرب في دفع عجلة التنمية وتحقيق الأمن والسلم، في كنف الأصالة والتشبث بالخصوصيات وفي ظل السعي لتطور وتقدم الشعوب العربية.
وفي هذا الإطار، سجل رئيس الاتحاد البرلماني العربي اعتزازه بالجهود المبذولة رغم الأزمات المتشابكة والمعقدة، معبرا عن أمله في أن يشكل هذا المؤتمر سانحة من أجل تجنيد العمل البرلماني العربي خدمة للسلم والتنمية، ومجابهة التحديات العالمية والإقليمية المتعددة الأبعاد، لاسيما في هذا الوقت الذي صار فيه النظام العالمي غير موات ولا عادل تجاه حقيقة المجموعة الدولية، وأصبح الكيل بمكيالين والتلاعب بمبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية ممارسة يومية.
من جهة أخرى، أكد بوغالي بأن الدفاع عن القضية الفلسطينية يعد من أبرز أهداف تأسيس الاتحاد، وأشار، في نفس الإطار، إلى الظروف الحالكة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل القصف الهمجي والقتل الممنهج وتجويع السكان العزل، معتبرا ما يرتكبه الإرهاب الصهيوني من مجازر بحق العزل وتدميره دور العبادة والمستشفيات يدخل في إطار مخطط يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية ونسف أساسيات الحياة في غزة وتهجير سكانها قسرا.
وبالمناسبة، أكد رئيس المجلس موقف الجزائر الثابت والمبدئي الداعم لحق الشعب الفلسطيني المشروع في نيل كامل حقوقه، وأوضح أن ما يحدث اليوم من تجاهل المجموعة الدولية لهذا الحق المشروع، وحصانة الاحتلال الصهيوني من كل عقاب أو مساءلة، بات يكبل العمل المتعدد الأطراف ويبعده عن دوره الحقيقي،
وبالمقابل، أكد رئيس المجلس والاتحاد أن الجزائر، من خلال عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي، لم ولن تدخر جهدا من أجل وضع الجميع أمام مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية تجاه قضية فلسطين وشعبها، والحرص على تطبيق قرارات الأمم المتحدة التي تكفل حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
في هذا المقام، أشاد بوغالي بالقرار التاريخي للجمعية العامة للأمم المتحدة بدعم طلب فلسطين الحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، وبحكم محكمة العدل الدولية بالوقف الفوري للحرب، وشدد على ضرورة الاستمرار في حشد الدعم للوصول إلى الهدف المنشود، ووضع حد للإفلات من العقاب والإجرام في حق الشعب الفلسطيني ورموزه وتاريخه.
في سياق متصل، أكد بوغالي بأن تضحيات الشعب الفلسطيني غيرت الموازين وأسقطت القناع عن وحشية الاحتلال وهمجيته، وأشار إلى أن البرلمانات العربية باتت مطالبة بأن تواكب الطلاب والمثقفين وشعوب العالم الذين هبوا لنصرة لفلسطين وتبتكر طرقا مستحدثة لدعم مختلف الجهود الرامية لإقامة الدولة الفلسطينية وتجريم الاحتلال الصهيوني ومعاقبته، مناشدا، في ذات السياق، أبناء الشعب الفلسطيني لتوحيد الصفوف وتغليب المصلحة الوطنية على كل الاعتبارات.
وفي الختام، عبر رئيس المجلس عن أمله في أن يسهم هذا المؤتمر، الذي تحتضنه الجزائر، في تعزيز التوافق العربي، وتفعيل وتطوير آليات العمل البرلماني العربي المشترك، والخروج بموقف موحد فعال وعملي ينتصر لقضية فلسطين وكفاح شعبها العادل،
وتابع بوغالي داعيا إلى حشد الطاقات الحية من أجل مواجهة التحديات الوجودية، مؤكدا أن الشباب العربي لا بد أن يلقى حظه الوافر من الاهتمام ليسهم في جهود التنمية والتحكم في تكنولوجيات العصر، ويندمج كليا في السياسات والاستراتيجيات الوطنية والإقليمية، التي من شأنها تحصين الأمة ومسايرة ركب العصرنة والحداثة.