أكد المجاهد صالح ڨوجيل، رئيس مجلس الأمة بأنّ مجازر 8 مايو 1945 كانت مأساة للأمة وللوطن، خلّفت ندوباً غائرة في جسوم الجزائريين وعقولهم.. مذكّراً بأنّ الدّين والجهاد في سبيل الوطن شكّلا توأمين لا غنى لأحدهما عن الآخر..
ويرفع للسيد رئيس الجمهورية، خالص تشكراته أن أولى لموضوع الذاكرة ما يليق من حرص وخصّه من رعاية واهتمام
بمناسبة الذكرى الرابعة لإقرار رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الثامن من مايو يوماً وطنياً للذاكرة، والذي يتزامن وإحياء الذكرى الـ 79 لمجازر 08 ماي 1945، ألقى السيد المجاهد صالح ڨوجيل، رئيس مجلس الأمة، اليوم الثلاثاء 07 مايو 2024، بجامع الجزائر، بالمحمدية (ولاية الجزائر)، محاضرة جاءت عنوان: “الإسلام في الجزائر: القوّة الروحية المحررة للوطن والموحّدة للأمة”.. وشهدت حضور السيد رئيس المجلس الشعبي الوطني، ووزير الدولة، عميد جامع الجزائر، وعدد من مستشاري السيد رئيس الجمهورية، والسيدة وزيرة العلاقات مع البرلمان، ورؤساء ومسؤولي هيئات ومؤسسات وطنية، وأشياخ وطاقم جامع الجزائر، ومجاهدين ومؤرخين وشخصيات وطنية، وإطارات سامية لدوائر وزارية ومسؤولين أمنيين وعسكريين، وكذا أساتذة وإطارات وموظفي وطلبة جامع الجزائر، واستهلّت مراسمها بالاستماع إلى آيات بيّنات من القرآن الكريم، ومن ثمّ الاستماع إلى السلام الوطني..
وفي كلمته الافتتاحية، توجّه السيد محمد المأمون القاسمي الحسني، وزير الدولة، عميد جامع الجزائر، إلى مجاهدي الثورة التحريرية بالتحية الخاصة على ما بذلوه فداء هذا الوطن.. مؤكداً بأنّ جامع الجزائر وفضلاً عن أنّه إنجاز مهم تفخر به الجزائر، وانجاز كبير على طريق الوفاء لرسالة الشهداء، فهو جواب من شهداء المحمدية على أولئك الذين دنّسوا أرض الجزائر الطاهرة.. عميد جامع الجزائر استشهد في كلمته الثرية هاته بعدد من المقالات الصادرة أثناء الثورة والتي كانت تبعث في النفوس الحماسة وحبّ الوطن.. مبرزاً بأنّ الجزائر كانت مثالاً في الصمود والمقاومة والجهاد وهي قادرة على أن تكون مثلاً في تثبيت دعائم الاستقلال..
السيد رئيس مجلس الأمة جال مطولاً في تواريخ بارزة ومحطات هامة من الثورة التحريرية المجيدة والنضال التحرري الجزائري في مواجهة بشاعة المستدمر الفرنسي وآلة البطش الاستعمارية والمخططات الدنيئة التي كانت ترمي إلى سحق الهوية الوطنية وتعويض مرجعيتنا الدينية الأصيلة، ناهيك عن سعيها الحثيث إلى محو الانتماء العريق للأمة الجزائرية، مستحضراً شمائل وقيم مجاهدينا الأخيار وبطولات وعبقرية مفجري الثورة بفضل تركيبتهم الجينية الثائرة، وألمعية تكوينهم، وكيف كان العمل الجماعي مبدؤهم ومنطلق عملهم وضالته، وما تحلوا به من بُعد نظر وتمسّك منقطع النظير بالوحدة الوطنية ونبذ الخلافات وتجاوزها، الامر الذي سمح لهم بالانتهاء إلى احتواء كافة الأزمات داخلياً، دون تدخل من أيّ جهة خارجية.. مشيراً في هذا الصدد بأنّه وإبان حرب التحرير، كانت الجزائر قد تلقت مقترحات للوساطة عرضها إذّاك رؤساء دول شقيقة وصديقة، تمّ رفضها كلّها بلباقة..
المجاهد صالح ڨوجيل، رئيس مجلس الأمة لفت إلى الترابط الموجود بين الدّين والجهاد في سبيل الوطن واعتبرهما توأمان لا غنى لأحدهما عن الآخر.. وأنّ بيان أول نوفمبر سيظل على الدوام مرجعيتنا الأبدية..
السيد رئيس مجلس الأمة اغتنم سانحة اليوم الوطني للذاكرة ليرفع إلى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أصدق عبارات الشكر ومشاعر التقدير نظير مساعيه الدؤوبة ولما يوليه من حرص ومتابعة وعناية لملف الذاكرة الجماعية للأمة، وما أعقب ذلك من اعتزاز وفخر لدى عموم الجزائريات والجزائريين.. موصلاً تقديره وشكره إلى مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني بحق وجدارة.. منوّها بتصديها البطولي لجميع مهامها الوطنية في مختلف المراحل والحق.. مضيفاً بأنّ الجيش الوطني الشعبي هو جيش في خدمة الوطن والشعب..
وفي ختام فعاليات المحاضرة، أبى السيد محمد المأمون القاسمي الحسني، وزير الدولة، عميد جامع الجزائر، إلّا أن يكرم المجاهد صالح ڨوجيل، رئيس مجلس الأمة، من منطلق الوفاء لذكرى الشهداء الأبرار، الذين اصطفوا في مظاهرات الثامن مايو 1945..